نحن في كفاح تاريخي من أجل الكرامة لكل التونسيين و التي لا تكون الا مع تحقيق النمو الاقتصادي ، و الحرية التي لا تكون الا مع الديمقراطية و سيادة القانون و استقلالية القضاء و حماية حقوق الانسان الكونية من أي انتهاك من أي كان.
هذا النضال من أجل المنشود لن يتحقق الا بهدم أسس التخلف في المعرفة و انتاج العلوم و بقبر الخطاب الديني للقرون الوسطى المتداول لدى عموم الناس، و أيضا بإسقاط الديكتاتورية و مجابهة التحالف بين الاستبداد و الهيمنة الامبريالية المتوحشة الخارجية و الاحتلال و الاستعمار الداخلي الذي يتجسد في بعض رجال الأعمال من الفاسدين و بعض العائلات المسيطرة على مفاصل الدولة و الاقتصاد و دون أن تكون لهم أي التزام نحو الوطن و عموم الشعب التونسي المضطهد.
كفاحنا ضد الحكم الفردي المطلق و الشعبوية ، و نقدنا للتجربة التونسية الناقصة في الانتقال نحو الديمقراطية بعد نجاح ثورة 14 جانفي 2011 … و السلبيات الموروثة من عهد بن على و بورقيبة، بالرغم من أن كلاهما في بداية حكمهما كانا يرفضان الاستبداد، فبورقيبة رفض أثناء أشغال المجلس القومي التأسيسي لإعداد دستور 1959 الرئاسة مدى الحياة، و بن على و هو يجمع الفاعلين من أجل التوقيع على الميثاق الوطني كان في تلك اللحظة رافض للانحراف الذي وقع فيه بورقيبة و هو في ذاته في ما بعد. و كفاحنا هذا هو جزء من الكل، و لن يكون لنا النجاح الا بانخراطنا في الجهود الدولية للقضاء على الإرهاب و بدون قيد أو شرط … ان الحرب ضد التطرف الديني و الإرهاب، و مجابهة الايديولوجيات الفاشلة و المهزومة و مكافحة الكراهية و الدعاية للحرب و التعصب و الانغلاق حاجة أساسية لقيام نهضتنا و دخولنا للتاريخ، و علينا أيضا نقد غياب التسيير الرشيد للاحزاب السياسية و التي مازالت تقوم على البناء الهرمي و سيطرة فرد عليها … و هذا هو السبيل للخروج من الموجود نحو المنشود.
الاستقلال الاقتصادي حاجة أساسية لبناء الديمقراطية الدائمة بتونس.
عدنان الحسناوي